(¯`·•_العروبـــــــة_•·`¯)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(¯`·•_العروبـــــــة_•·`¯)

سنعيش صقورا طائرين وسنموت اسودا شامخين وكلنا للوطن وكلنا فلســــطينيين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الواقع السياسي الفلسطيني والأحداث الراهنة وآفاق المستقبل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Jerusalem
الادارة
الادارة
Jerusalem


عدد الرسائل : 43
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 07/10/2007

الواقع السياسي الفلسطيني والأحداث الراهنة وآفاق المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: الواقع السياسي الفلسطيني والأحداث الراهنة وآفاق المستقبل   الواقع السياسي الفلسطيني والأحداث الراهنة وآفاق المستقبل Icon_minitime30/12/2007, 8:01 pm

يعيش الشعب الفلسطيني حالة مخاضٍ ، آلامها عسيرة ، وصورتها الكاريزمية جداً مثيرة ، فمنذ الخمسينيات يرزح الفلسطينيون تحت عذابات الاحتلال الصهيوني ، وما زالوا يعانون ...
وعقب فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية واعتلائها سدَّة الحكم؛ حصلت متغيرات غير قليلة في الوضع الفلسطيني، تحتاج إلى نظرة موضوعيَّة ومتوازنة ، ومن هنا اتجهتُ إلى الدكتور يوسف كامل إبراهيم ، ليحدثنا عن قضايا عديدة وملفَّات مهمَّة بشأن الواقع السياسي الفلسطيني وآفاق المستقبل .
والدكتور يوسف إبراهيم: حاصل على شهادة الدكتوراه في الجغرافيا السياسيَّة ، وهو عضو الجمعية الجغرافيَّة الأمريكيَّة ، والباحث في وحدة الدراسات الإستراتيجيَّة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي ، ويمكن الاطِّلاع على سيرته من خلال هذه الصفحة على الشابكة (الإنترنت) على هذا الرابط :
http://www.arabiancreativity.com/yousif_ibrahim.htm
قد أختلف مع الدكتور في بعض نقاط النقاش المُتَداول بيني وبينه ، بيد أنِّي أجزم أنَّ لرأيه ثقلاً إستراتيجياً بين المحللين السياسيين الفلسطينيين ، سائلاً المولى ـ جلَّ وعلا ـ أن ينفع بإجاباته ، وأن يكون فيها المفيد والجديد من المعلومات الخاضعة حسب رأيه إلى دراسات إستراتيجيَّة وخبرة ميدانيَّة ...

*كيف تقيِّم الوضع السياسي الفلسطيني القادم ؟ لا شك أنَّ الواقع الفلسطيني الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني واقع صعب جداً، وما يجري الآن في الساحة الفلسطينية إنما هو مخاض لمرحلة سياسية جديدة بعد التغيير الذي حصل على الساحة الفلسطينية بعد فوز حركة المقاومة الفلسطينية حماس في الانتخابات التشريعية، وسيطرتها على المجلس التشريعي ، وقيامها بتشكيل الحكومة الحالية ، فقد حصلت محاولات حثيثة لإسقاط حكومة حماس ، ولكن يبدو أن هذه المحاولات قد فشلت بسبب الالتفاف الجماهيري منقطع النظير حول الحكومة، وقدرة الموظفين على تحمُّل الظروف المعيشية الصعبة من جراء حرمانهم من مرتباتهم واستحقاقاتهم الماليَّة، على مدى شهور كثيرة.
وهذا قد أدى إلى جعل المتربِّصين بالحكومة الجديدة يتجهون إلى محاولات لتدجين حماس وجعلها تدور في فلك السياسة الدولية التي ترسمها الولايات المتحدة الأمريكية.
فالمشهد الفلسطيني، وبعد هذا التغيير، يجسد في هذه الأيام نموذج المزاوجة بين المقاومة والسياسة. وهذا بعكس ما كانت تتوقَّعه بعض القوى على الساحة السياسية الداخلية والإقليمية والدولية، بأن حماس ستضطر إلى التعامل مع المجتمع الدولي بعد وصولها للحكم ، ويبدو أن هذا الرهان قد فشل أيضاً بعدما وجدنا أن حماس قد قادت معركة التصدي لمعركة بيت حانون وإطلاقها لعشرات الصواريخ على التجمعات الصهيونية المحاذية لقطاع غزة، وقد استطاعت هذه الحكومة الصمود حتى الآن أمام كل الضغوط السياسية والاقتصادية، وقد دفعت هذه الظروف لأن يكون المجتمع الفلسطيني أمام ضرورة أن يتوحَّد ويلملم صفوفه لمواجهة هذه الظروف، فكانت المباحثات المكثفة التي تجري في هذه الأيام لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ومن المتوقع ولادة هذه الحكومة إذا تخلَّصت بعض الأطراف الفلسطينية من أجندتها الحزبية والإقليمية والدولية.

*هل من آمال محقَّقة في الواقع الصهيوني من خلال التعاركات فيما بينهم ، والخلافات والانقسامات ؟ وهل يؤثر ذلك سلباً في قضيتهم أو لا؟ المجتمع الصهيوني من الناحية البنيوية يتكون من مجموع المهاجرين القادمين إلى فلسطين من جميع أصقاع الأرض من الشرق والغرب ، وهناك اختلاف شديد فيما بينهم في العادات والتقاليد، وهناك اختلاف في الطبقات الاقتصادية، فالمجتمع الإسرائيلي يعيش في الوقت الراهن حالة من الانقسام على أسس اجتماعية واقتصادية, بسبب ما يعانيه من تفاعلات وصراعات داخليَّة, على أكثر من صعيد, مثل العلاقة بين الدين والدولة، وطبيعة الانتماء الحضاري ومعنى الخصوصية اليهوديَّة، وطبيعة الأولويات الاجتماعية والاقتصادية, فالمهاجرون من الدول العربية أو من الشرق من الطبقة المتوسطة ويعملون في حرفة الزراعة، في حين المهاجرون من الدول الأفريقية كإثيوبيا يعدون من الدرجة المتدنية جداً، ويبحثون عن الطعام في أكوام القمامة، لكن المهاجرين من الدول الغربية هم الذين يتقلَّدون المناصب العليا ويعملون في الأعمال والوظائف الراقية.
وهناك انقسام كبير من الناحية الفكرية، بين علمانيين ومتدينين، ولكن المجتمع الصهيوني منذ سنوات يتجه نحو التطرف والميل إلى التدين المتشدد، مما أتاح للمتدينين أن يحصلوا على ما يقرب من 19 مقعداً في الكنيست.

إذن إسرائيل على مستواها الداخلي تعاني أزمات داخلية، تشكل هذه الأزمات (التخليقات) الحية لتفكك أي مجتمع، وعلى رأسها الفقر، فازدياد معدل الفقر، ليصبح أكثر من ربع السكان فقراء، يجعل إسرائيل - كياناً ونسيجاً اجتماعياً داخلياً - في مصافِّ الدول الرأسمالية المتوحشة والموغلة في رأسماليتها، والفقر في أي مجتمع هو المقدمة الأساس لبدايات تفككه ودخوله في أتون الصراع الداخلي، والمسلك الحي للجريمة وللفساد والرشوة، ولذلك تعاني إسرائيل داخلياً ازدياد معدلات انتشار الجريمة، ولعل ما كشفت عنه الشرطة أخيراً، من ازدياد معدلات العنف بين صفوف الطلاب والشباب اليهود، يعبر جيداً عن حالة التفكك الذي أصاب المجتمع الإسرائيلي من داخله، وفي ظل هذا الوضع تقوم الإدارة السياسية في إسرائيل ممثلة بالأحزاب الحاكمة بترحيل المشكلة الاجتماعية لصالح الواقع الأمني، وتخلق حالة من الهلع الأمني يدفع الإنسان العادي للقبول بواقعه المأساوي من أجل الحفاظ على نفسه ووجوده، فكلما ازدادت الانقسامات بينهم اندفعوا لترحيل هذه الأزمات على المجتمعات المحيطة بهم، فالهجوم على لبنان كان من أحد أسبابه توحيد طاقات الجيش بعدما دبَّ فيها الانقسام، وكذلك الحال في الهجوم على بيت حانون في غزة نتيجة الانقسام الشديد في قيادة الجيش نتيجة الفشل الذي مُنيت به المؤسسة الأمنية الصهيونية.

* هل تتوقع أن تقوم حكومة الوحدة الوطنية؟ وهل يعني ذلك إخفاق الحصار الاقتصادي ؟ من المتوقع ولادة حكومة وحدة وطنية بشرط تخلص بعض الأطراف الفلسطينية من الأجندة الدولية والإقليمية والحزبية، وجعل الأجندة الفلسطينية على سلَّم أولوياتهم، وفي حال تشكيل هذه الحكومة سيكون الشعب الفلسطيني هو الرابح في هذه الجولة، ولن يكون هناك خاسر إلا من راهنوا على الاقتتال الداخلي الفلسطيني. وفي حال تشكيل هذه الحكومة ستزول الحجج والمسوغات التي تذرعت بها أمريكا والاتحاد الأوروبي لحصار الشعب الفلسطيني بسبب حكومته (الحمساوية) الصرفة، ومن ثمَّ ينتهي الحصار ويخفق المراهنون على استخدام هذه الوسيلة لتركيع الشعب الفلسطيني وحكومته.

* يرى البعض أنَّ حماس ماضية في مسلسل تنازل خفي ستكتشفه فيما بعد ، من قبيل الدخول في منظمة التحرير الفلسطينية ، وقلَّة العمليات الاستشهادية ؟ منظمة التحرير مؤسسة فلسطينية تغيَّرت معالمها بتغيُّر الظروف السياسية التي مرت بها، فهناك تغيرات على الهياكل وعلى البرامج والمناهج والوسائل التي استخدمتها منظمة التحرير، فمنظمة التحرير يعبر عنها سياسياً بالبرنامج والميثاق، فإن ميثاق المنظمة مختلَف عليه حتى الآن، وما إذا كان قد عُدِّل أو لم يعدل. وأين هو الأصل، وأين هو الفرع؟ وهل عُدِّل في جلسة قانونية أم في جلسة غير قانونية؟
أما البرنامج السياسي لمنظمة التحرير فلم يبق منه شيء. وإذا كانوا يتحدثون عن المسألة التنظيمية في المنظمة، فلا أحد يعلم الآن كم عدد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني؟ هل هم 744 عضو، أو760 عضو، أو600 عضو، أو 440عضو؟
وكذلك لا يُعرف عدد الأعضاء الذين خرجوا من المجلس، فإن مئات من أعضاء المجلس الوطني يستبدلون، سواء للوفاة، أو لعدم الرضا السياسي لمن يختارون الأسماء. لقد استُبدل أناس بآخرين دون وجه حق، إن هذه المؤسسة انتهت صلاحيتها وأصبح من الضروري إعادة بنائها من جديد بما يتناسب مع المتغيرات السياسية على الساحة الفلسطينية، حيث كانت حركة فتح دائماً تعد نفسها التنظيم الأكبر على الساحة الفلسطينية، فتأخذ النصيب الأكبر من قيادة مؤسسات منظمة التحرير. ونتيجة التغيير على الساحة الفلسطينية يجب إعادة النظر في هيكلية وقيادة منظمة التحرير بما يتناسب مع هذا التغيير،وبات من حق حماس أن تنال نصيبها في منظمة التحرير؛ لأن الجميع يعدها الممثل الشرعي والوحيد، ولا بد أن تكون حماس جزءاً من هذا التكوين وهذا النسيج وإلا لن تكون هذه المؤسسة ممثلاً شرعياً لجميع أطياف النسيج الفلسطيني.
لا أريد أن أركز على القضية القانونية التي تخص التمثيل والشرعية للشعب الفلسطيني، لألغي الشرعية، حتى لا نعيش في فراغ فلسطيني من ناحية التمثيل.
إذن علينا أن نتفهم ظروف المنظمة تفهماً صحيحاً، ونحاول جميعاً أن نعمل على إعادة صياغتها وبنائها لتكون الممثل الشرعي، والمظلة والقيادة والجامع المشترك لكل الشعب الفلسطيني، وتكون هي التي تجمع الشعب في الداخل والخارج.

* كيف تتوقع المستقبل الفلسطيني برؤية سياسية موضوعية متفائلة ؟ في حال فشلت مشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية نتيجة للضغوط (الصهيو أمريكية) التي تتعرض لها الساحة الفلسطينية، وفي ظل استمرار الحصار السياسي والاقتصادي ستكون الساحة الفلسطينية في المرحلة القادمة أمام سيناريو قادم من هذه (السيناريوهات):
الأول: حل السلطة الوطنية الفلسطينية، لتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته، فهو الذي وافق على بناء السلطة وأقرَّ تشكيلها ومسؤولياتها، وهذا الخيار له تبعات خطيرة على الساحة الفلسطينية؛ منها: خلق فوضى اجتماعية شاملة، وخسارة نظام سياسي له أكثر من عشر سنوات. لكن المجتمع الدولي لم يحمه ولم يقدم له أدوات الدعم السياسي إلى جانب الدعم الاقتصادي.
الثاني: حل المجلس التشريعي والحكومة، وتشكيل حكومة طوارئ أو حكومة إنقاذ، أو حكومة مؤقتة لتسيير الأعمال الحياتية، وتحديد موعد لانتخابات تشريعية مبكرة. ولهذا الخيار أيضاً تبعاته الخطيرة، منها: احتمال نشوب اقتتال داخلي يصل إلى حرب أهليَّة؛ لأن حماس ستعد هذه الخطوة انقلاباً على نتائج الانتخابات وعلى فوزها فيها.
ثم بحلِّ البرلمان وتحديد موعد انتخابات مبكرة تشريعية ورئاسية، إما أن ينجح برنامج الرئيس عباس فيعيد تشكيل المجلس والحكومة، وإما أن يفشل برنامجه، وحينها يغادر أبو مازن الحلبة السياسية، هذه الخيارات مطروحة أمام الرئيس عباس، وأمام قيادة حماس وقيادة فتح والفصائل، وعليهم جميعاً إدراك خطورة وخبث أهداف الضغوط الأمريكية الصهيونيَّة الرامية إلى افتعال اقتتال في الساحة الفلسطينية، حتى تتفرغا للحرب الشاملة الواسعة، التي ترى بعض المصادر أنها لا يتعدى موعد اندلاعها الأشهر القليلة القادمة.
الثالث: تشكيل حكومة تكنوقراط، وهذا الخيار سوف يصطدم بموقف حركة حماس المستندة إلى فوز حققته في الانتخابات التشريعية، إضافة إلى أن بعض الأسماء التي ترددت لعضوية هذه الحكومة غير مقبولة في الشارع الفلسطيني، سواء من ناحية السلوك أو المواقف أو العلاقات السياسية المرتبطة بـ أمريكا والدولة الصهيونيَّة.

ولكن هذا الخيار قد يكون مخرجاً لحماس من حالة الحصار التي تعيشها الحكومة التي شكلتها، ويمكن أن يكون هذا الخيار مقبولاً إذا ما حصل توافق وطني بين الفصائل على تسمية الخبراء والمتخصصين وذوي الكفايات لهذه المرحلة؛ بأن يقوم كل فصيل بوضع قائمة أسماء، حسب ما يُتفق عليه من حصص لتوزيع الحقائب الوزارية؛ لكي تُشكَّل في النهاية حكومة تكنوقراط وطنية ترضى عنها جميع الفصائل، وتكون ممثلة لجميع القوى على الساحة الفلسطينية، وتبقى الفصائل الفلسطينية الضابط لتصرفات هذه الحكومة؛ إذ ستلعب جميع الفصائل دور المراقب لأداء الوزراء الجدد، وتسقط الحجج الواهية لأمريكا والدولة الصهيونيَّة بوجود حكومة تابعة لفتح أو حماس، كما لا تتيح هذه الحكومة بهذه التشكيلة للفاسدين من أي فصيل التمادي في الإفساد، وسيُخرج هذا (السيناريو) كلاً من فتح وحماس من دائرة الحرج على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وستُكَوَّن حكومة جديدة تقودها شخصيات مهنية ومستقلة تدعمها فصائل فلسطينية وتؤيدها، وستكون أكثر قدرة على إقناع المجتمع الدولي باستئناف دعمه للفلسطينيين.

وفي حال تشكلت حكومة وحدة وطنية سيكون هناك انفراج سياسي واقتصادي، ومن الممكن أن تتوجه بعض الدول العربية والأوروبية لمحاولة دفع العملية السياسية ؛ ولكنها قد تصدم بعدم قدرة الدول الأوروبية والعربية على فرض توجهاتها السياسية على أمريكا ؛ بسبب التحوُّل في الحكم السياسي من الجمهوريين إلى الديموقراطيين ، وعلى الساحة الصهيونيَّة بسبب الانقسام الداخلي داخل المؤسسة الأمنية والسياسية ، وإمكانية حصول انتخابات مبكرة على الساحة الصهيونيَّة.

* إلى أين يتجه النظام السياسي الفلسطيني أمام تراجع شعبية حركة فتح وفقدها السلطة وخلافاتها الداخلية ؟ المجتمع الفلسطيني يتجه نحو تحقيق تغيير جذري وعميق على الساحة الفلسطينية من الناحية البنوية والتركيبه السياسية، فبعد أن بقيت حركة فتح تقود المجتمع الفلسطيني طَوال السنوات الماضية جاءت حركة حماس لتقود المجتمع الفلسطيني سياسياً وعسكرياً وخدماتياً ؛ فحماس الآن تمتلك من جماهير الشارع الفسطيني أكثر من 55 % ، كما أن حماس الآن تقود العمل السياسي من خلال قيادتها في الداخل والخارج، وأصبح الكثير من القوى في العالم العربي والإسلامي والدولي يتعامل معها على هذه الصورة، ويتضح ذلك من خلال تمثيلها رسمياً في الكثير من المؤتمرات والوفود الرسمية، كما أن حماس على مستوى الداخل تقود المقاومة قيادة يشهد لها القاصي والداني، حتى القيادات العسكرية الصهيونية اعترفت بذلك ، كما تقود حماس العمل الحكومي من خلال سيطرتها على الحكومة الحالية ، وتحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تُنجح مشروعها هذا ، كما تقود حماس العمل الخدماتي من خلال مؤسساتها الخدماتية التعليمية والاجتماعية والصحية ، التي تنتشر بمئات المؤسسات على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة، ويشهد لها الكثير من حيث الأداء والنزاهة ، مما اضطر الكثير من المؤسسات التعامل معها ، مما يُكَوِّن ظروفاً مناسبة لنمو شعبية أكبر لحماس وتغلغلها في صفوف المجتمع الفلسطيني.
ويشهد الواقع الفلسطيني أيضاً والنظام السياسي الفلسطيني صورة جديدة من خلال ظهور فكرة العمل السياسي المشترك ؛ وذلك بطرح فكرة الحكومة الوطنية، وتجد هذه الصورة دعماً وتأييداً من شرائح المجتمع الفلسطيني جميعها؛ فرجال الأعمال وأساتذة الجامعات والمثقفون والمعلمون توجهوا جميعاً بعرائض لكلٍّ من حركتي حماس وفتح بضرورة العمل على إنجاح مشروع حكومة الوحدة الوطنية ، مما سيشكل اتجاهاً سياسياً جديداً من العمل المشترك على الساحه الفلسطينية، وإيجاد نظام سياسي تشارك فيه جميع الأطياف السياسية داخل المجتمع الفلسطيني.

* في خبر إعلامي ذاع وانتشر: أن وزيرة الخارجية الأمريكية (كونداليزا رايس) تفضِّل وجود حماس بالحكومة ! برأيكم لم هذا التفضيل ؟ وهل له علاقة بإضعاف حماس من ناحية عسكرية وإغراقها في أتون السياسة ؟ وزيرة الخارجية الأمريكية ترغب ببقاء حماس في الحكم ليس حُبّاً لها، ولكن أصبح معلوماً للقاصي والداني أن البديل لإخراج حماس من الحكم هو بديل خطير، كما عبر عنه رئيس الوزراء إسماعيل هنية ؛ وهو حصول فوضى في المجتمع الفلسطيني قد تمتد إلى مساحات خارج الساحة الفلسطينية، بالإضافة إلى أن الإدارة الأمريكية أصبحت أمام نموذجين من الإسلام السياسي، نموذج تمثِّله حماس في مشاركتها في الحكومة الفلسطينية الحالية والتي وصلت إليه عن طريق الانتخابات الشرعية والنزيهة، ونموذج القاعدة وأسامة بن لادن ، وعلى الإدارة الأمريكية أن تختار أحدها لأنه لا ثالث لهما.
فيبدو أن الإدارة الأمريكية تفهم هذا التوازن على المستوى العالمي، ولكنها ترغب في حكومة تقودها حماس بالشروط والمقاسات التي ترغب بها (رايس) وإدارتها الأمريكية، والمؤشرات على أرض الواقع تفيد أن أمريكا و(رايس) لن تستطيع الحصول على حكومة بالمقاسات الأمريكية ، لأن حماس أثبتت أنها عصية على الخنوع والركوع بعد صمودها في الحكم لمدة عام تقريباً على الرغم من الحصار السياسي والاقتصادي الشديد.

* ألا ترون أن الأحداث التي عمَّت المناطق الفلسطينية أغفلت الكثير من القضايا الحساسة مثل: قضية اللاجئين، والقدس، والجدار ؟ ما رؤيتكم المستقبلية لإحيائها ؟
قضية اللاجئين والقدس والجدار من القضايا المعقَّدة جداً في الصراع العربي الصهيوني، وهي من القضايا التي لن تُحسَم إلاَّ من خلال العمل العسكري الذي يتطلَّب حرباً شاملة ، أو من خلال عملية تفاوضية في إطار هدنة بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني. وقد يبدو في الأفق أنه لن يكون في السنوات القادمة حسم عسكري ولا فرصة لوجود تفاوض سياسي ؛ بسبب الرفض الصهيوني لفكرة إقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967م ـ على الأقل ـ من حقوق الشعب الفلسطيني الذي فقدها نتيجة قيام الدولة الصهيونية على التراب الصهيوني.
ومن ثمَّ فإن قضية اللاجئين والقدس والجدار تحتاج إلى برامج ثقافية وسياسية حتى تبقى متوقِّدة في أذهان الأجيال الفلسطينية، كما يتطلب من جميع الأطراف الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية دعم المخيمات الفلسطينية ؛ لكي تبقى شاهدة على الجريمة الصهيونية في تشريد أبناء الشعب الفلسطيني من أرضه، وأن يُدعم سكان القدس بما يساعدهم على الصمود والثبات أمام المحاولات الصهيونية لتهويد المدينة ؛ ولكي يُحافظ على التراث الإسلامي فيها، وأن تُقدم المساعدة للمدن والقرى التي يمر الجدار فيها ؛ لمساعدتهم على الثبات والصمود على أراضيهم وعدم تعريضهم للتشريد والتهجير، كما يتطلب تسليط الأضواء على هذه القضايا في المحافل الدولية والقانونية والعربية والإسلامية ، وعقد المؤتمرات و(ورشات) العمل التي تساعد على خلق أدوات ضغط لتحقيق حلٍّ عادل لهذه القضايا.

* في ختام حوارنا يطيب لي أن أشكر الدكتور يوسف كامل إبراهيم على تجاوبه معنا في هذا الحوار، والله نسأل للشعب الفلسطيني الحفظ والرعاية والفرج القريب العاجل ، إنَّه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3ooroba.yoo7.com
 
الواقع السياسي الفلسطيني والأحداث الراهنة وآفاق المستقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
(¯`·•_العروبـــــــة_•·`¯) :: ][][§¤°^°¤§][ القسم الخاص ][§¤°^°¤§][][ :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: